الأمنُ المُجتمعيّ
يُعتبرُ الأمنُ من الاحتياجات الأساسيّة المهمّة التي يحتاجها الإنسانُ، فالحياة لا تهنأ بغير أمن، والحضارة لا تزدهر بغير أمان، فإذا ساد الأمن هدأتِ القلوب، واطمأنت النفوس، وانصرفت إلى العمل المثمر والإنتاج، وتتحقّق التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وتقلّ الأزمات والقلاقل.
لكنَّ الملاحظ مع تقدّم المجتمع، وتطوّر العلوم والمعارف، واتّساع رقعة الحياة الاجتماعيّة، أنَّه أصبح من الصعب على جهاز الأمن القيام بدوره لمكافحة الجريمة دون مشاركة أفراد المجتمع، ومن هذا المنطلق يهدف البحث إلى اقتراح أطر إيجابية لدعم التعاون والتنسيق بين المؤسسات التعليميّة، والأسرة، وأجهزة الأمن لنشر مفهوم الأمنِ المُجتمعيّ.
ولقد تمّ التوصّل إلى أنّ انتشار الجريمة بصورة كبيرة جعل من الصعب على أجهزة الأمن القيام بمفردها لمكافحة الجريمة، لذا فإنّ المطلوب هو مشاركة المواطنين معها لمكافحة هذه الجريمة, كما تمّ التوصّل إلى أنّه بإمكان المؤسّسات التّعليميّة دعم التّعاون، والتنسيق مع رجال الأمن عن طريق البرامج التربوية والمناهج التعليمية ، وكذلك تفعيل الأسرة التي تحظى بدور كبير عن طريق التربية الإيجابية, وتوجيه الأبناء للارتباط بأسس التّربية الأمنية، وأنْ يكون الوالدان قدوة في التعامل الأسريّ للحفاظ على تماسك الأسرة, وحماية الأبناء من الانحرافاتِ الجُرميَّة.
وتمّ التوصّل أيضاً إلى أنّ للأمن دوراً إيجابيّاً مهمّاً في نشر مفهوم الأمن المجتمعيّ، وذلك عن طريق التواصل والتقارب مع المجتمع، وزيارة المدارس والأسر، والمشاركة في النّدوات والمحاضرات لنشر مفهوم الأمن المُجتمعيّ.
ولا ريبَ أنّ جهازَ الأمن هو الجهاز الأساسيِّ في عمليَّةِ المحافظة على أمن الفرد والمجتمع، إذْ تقع على عاتقه مسؤوليّة الوقاية من الجريمة، ومكافحتها، وتطبيق العقوبات اللازمة للذين يعبثون بأمن الفرد والمجتمع .
ونظراً لازدياد عدد السكان، واتّساع رقعة المساحات السكانيّة، إضافة إلى التطورات السّياسيّة والأمنية التي شهدتها سوريا، فقد أصبحتْ أجهزة الأمن بحاجة إلى دعم اجتماعيّ يساند أعمالها ووظيفتها بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المحليّ كافّة، لتستطيع أداء مهامها لمكافحة الجريمة، والحفاظ على أمن الفرد والمجتمع، هذا الدعم الاجتماعيّ الذي تحتاجه أجهزة الأمن يندرج تحت مفهوم الأمن المجتمعيّ، والذي أثبت عالمياً كفاءته في الحد من انتشار الجريمة على المستوى العالمي .
ولأهمية نشر هذا المفهوم بالطرق العلميّة في مجتمعنا، فإنّنا قمنا بهذه الدراسة لوضع تصوّر يتمّ بموجبه دعم التعاون، والتنسيق بين الأجهزة الأمنيَّة، ومؤسسات المجتمع المحليّ كالأسرة والمؤسسات التّعليميّة وغيرها لنشر مفهوم الأمن المجتمعيّ من أجل مجتمع بلا جريمة
بقلم الأستاذ الدكتور : احمد المثنى أبو شكير
الدراسة كاملة في الرابط اللاحق :