نفذت كل من منظمة نيكستيب ومنظمة جسور الأمل والمركز السوري للدراسات والحوار، جلسة حوارية تحت عنوان “دور منظمات المجتمع المدني والشخصيات الفاعلة في مناهضة خطاب الكراهية بشمال شرقي سوريا، وتم تنفيذ الجلسة في أربع مناطق وهي قامشلي، حسكة، رقة، ودير الزور، خلال شهر تشرين الأول 2025، وشارك في الجلسات مجموعة من الناشطين/ات في المجتمع المدني، وشخصيات فاعلة ومؤثرة في المجتمعات المحلية.

بدأت الجلسة بمناقشة أبرز العوامل الاجتماعية، الثقافية، والسياسية المغذية لخطاب الكراهية بشمال شرقي سوريا، وتحديد أبرز أنماطه واتجاهاته، حيث أكد الحضور أن خطاب الكراهية في سوريا ليس جديداً، وتعود جذوره لسياسات النظام السوري السابق، لاسيّما التهميش الاقتصادي، تعزيز الانقسامات القبلية، والتمييز بين المكوّنات، من قبيل مشروع الحزام العربي، والإحصاء الاستثنائي في حسكة.
وأشار المتحاورون/ات إلى أنه ومع اندلاع الحرب السورية، تصاعد خطاب الكراهية والخطاب التحريضي بشكل علني، وبتغذية من أطراف خارجية عديدة، ورأى البعض أنّ مناطق شمال شرقي سوريا لا تزال في معاناة مع غياب حوكمة فعالية، وخلافات قد تشتد فيما يخص بعض القضايا مثل التعليم وغيرها، وعلى الرغم من ذلك فإن وتيرة خطاب الكراهية في المنطقة أدنى من باقي المناطق السورية.

وفي المحور الثاني من الجلسة، ناقش/ت المشاركون/ات دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة خطاب الكراهية ومدى فاعلية هذه الجهود، وتأثير الشخصيات الفاعلة في مواجهة هذا الخطاب، حيث رأى البعض أن تدخلات منظمات المجتمع المدني لا تتجاوز بعض القضايا البسيطة، وطرحها بشكل سطحي دون التعمق في جذور المشكلة.
وأكد الحضور على أن المجتمع المدني يعاني من ضعف في التنظيم، وغياب العلاقة مع الشخصيات الفاعلة، وضعف القدرة على الوصول إلى المجتمعات المنوعة والمناطق المهمشة، ولا يزال دوره ضعيفاً نتيجة غياب المبادرات الفعلية، وضعف السلطة القانونية، والاعتماد على شكل موحد للفعاليات،

وفي المحور الأخير من الجلسة، ناقش الحضور سبل مواجهة خطاب الكراهية، وكيفية تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة هذا الخطاب، حيث أشار البعض أن غياب القوانين التي تجرّم خطاب الكراهية يفاقم المشكلة، لذا فإنه يتطلب من هذه المنظمات الضغط لسن قوانين وتشريعات واضحة في هذا الخصوص، ورفع الوعي تجاه الفرق بين خطاب الكراهية وحرية التعبير، مؤكّدين/ات أن النساء يتعرضن لخطاب كراهية مضاعف، يحد من مشاركتهن السياسية والاجتماعية، في ظل غياب دور حقيقي للمنظمات في مناصرة حقوقهن.
ومن التوصيات التي خرجت عن الجلسة، تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة تأثير خطاب الكراهية على السلم الأهلي، وضرورة تجريم خطاب الكراهية، وتمكين العاملين/ات في الحقل الإعلامي لتقديم خطاب متوازن، بالإضافة إلى تفعيل دور المجتمع المدني كصلة وصل بين السلطة والمجتمع، إلى جانب إشراك الشباب والفاعلين/ات المجتمعيين/ات، وتمكين النساء من مواجهة هذا ا لخطاب وتعزيز دورهن في مكافحته. وتأتي هذه الجلسة في إطار جهود جمع البيانات، بهدف إعداد بحث شامل، حول خطاب الكراهية في شمال شرقي سوريا، بالتشارك بين منظمة نيكستيب، ومنظمة جسور الأمل، والمركز السوري للدراسات والحوار.
المركز السوري للدراسات والحوار مركزٌ بحثيٌ مستقل ، من مؤسسات المجتمع المدني ،يعمل على نشر الأبحاث والدراسات المتعلقة بالشأن السوري